تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الديار والأقطار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الديار والأقطار. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، يناير 23، 2024

يناير 23, 2024

الديار الأصليّة لقبيلة المساعيد أسلاف قبيلة الأحيوات


 قال شيوخ وكبار  قبيلة الأحيوات في الأردن وسيناء أن أصل قبيلة الأحيوات أي المساعيد هاجروا من بلاد اليمن وبالتحديد من وادي اللِّيث ، كما نقله عنهم الباحثون والكتّاب ، وكل ما هو جنوب مكة والطائف يُعدّ من اليمن اصطلاحاً 

وهو ما وافقهم عليه أبناء عمومتهم في البدع في الحجاز ، وفلسطين وسيناء .

مرفق نصّ المستشرق الألماني البرخت زيمة عن مساعيد البدع عام 1875 م .

وفيه أنّهم يعتبرون أنفسهم مُهاجرون من اليمن .

الخميس، أغسطس 06، 2020

أغسطس 06, 2020

قبيلة المساعيد في خريطة قبائل شماليّ الحجاز


تظهر هذه الخريطة قبائل شماليّ الحجاز شرقيّ خليج العقبة وهي من العقبة شمالاً إلى نهاية الخليج جنوباً : 
1ــ قبيلة العمران . 
2ــ قبيلة المساعيد .
4ــ قبيلة بني عقبة .
4ــ قبيلة الحويطات .

تجدر الإشارة إلى أن قبيلة العمران فرعٌ رئيس من قبائل الحويطات . 

الخميس، يوليو 16، 2020

يوليو 16, 2020

هجرة المساعيد أسلاف الأحيوات من جنوب الحجاز

 
 قال الدكتور مأمون أصلان أحد المؤرّخين الأردنيين في دراسة له عن منطقة العقبة في ذكر العشائر التي كانت تقطن العقبة خلال الفترة ( 1864 ــ 1925 م ) :
الأحيوات المساعيد : قبيلة مسعودية ، هاجرت من جنوب الحجاز ، وبلاد اليمن ، وقد أشار إليها فالين في رحلته عام 1264 هــ 1848 م. وتنتشر المساعيد بفروعها المختلفة ، في أنحاء شتى من بلاد الحجاز ونجد والشام ومصر. وذكرت المصادر أن قسما منهم يقطن الشوبك جنوب الأردن في الفترة بين عامي 932 هــ 1525 م وعام 1005 هــ 1506 م كما استوطنوا ناحية الغور من منطقة الكرك ، والقدس والخليل ". وفروعهم : ...... ومساعيد الأحيوات الذين يقطنون العقبة ووادي عربة . وكان قسم من قبائل الأحيوات الذين يتبعون شيخهم مسمح كثيرا ما يدعون إلى الثورة على الأتراك ، ويوجهون ولائهم إلى الحكومة المصرية ، مقابل المنح والأعطيات التي تقدم لهم ، قبیل ترسيم الحدود بين مصر والحجاز . فقد كانت الحكومة المصرية ترسل جنودا من الأحيوات ، يستطلعون الأمر على الحدود ، وأوضاع الناس ، ومدى ولائهم للحكومة المصرية .


( دورية كان التاريخية ، العدد الثالث عشر ، 2011 م ، ص 13 )
 
 
 

الثلاثاء، مارس 06، 2018

مارس 06, 2018

متى هاجرت قبيلة المساعيد من ديارها الأصلية في بلاد مكّة المكرّمة ؟؟؟





في موروث وتراث قبيلة المساعيد أنّ القبيلة هاجرت من ديارها الأصلية في بلاد مكّة المكرّمة بعد صدام مع الشريف أمير مكّة وحاكمها ممّا جعلهم يهاجرون شمالاً .

1ــ حدّثني الحاج سليمان بن فرّاج النَّجمي الأحيوي المسعودي ــ رحمه الله تعالى ــ فقال : حينما قرّر المساعيد الرَّحيل اعترضهم أمير ومنعهم من المرور من بلده لكيّْ يأخذ منهم خاوةً فقد أرسل ذلك الأمير رسله إلى المساعيد فلمّا جاءوا إليهم  ــ وكانوا قد أخذوا بالرَّحيل ــ سألوهم عن كبارهم فقال لهم المساعيد إنَّ أمرائنا خلفنا وكلّما مرّت فرقةٌ قالوا لهم ذلك حتى مرّوا فعاد الرُّسل وأخبروا الأمير بما جرى .
2ــ وحدّثني الأخ الفاضل خضر بن حسين بن سليم الدعّاس المسعودي كبير عشيرة الدعّاس من قبيلة المساعيد بحضور الأخوة الأفاضل المهندس حسين بن حمد الغريب المسعودي ، وسالم بن حمد بن مفلح المسعودي كبير عشيرة الغربا من قبيلة المساعيد ، والدكتور فرح بن طه آل طه المسعودي فقال : حدّثني عمّي حسن بن سلمان الدعّاس المسعودي فقال : جاء المساعيد من جهة مكّة المكرّمة بعد حرب وقعت بينهم وبين الشريف وقد هاجروا باتّجاه الشمال .

3ــ حدّثني الأخ الفاضل المهندس ذوقان بن طلال بن عادل الضامن المسعودي فقال : من المحفوظ عند الأمراء أنّ هجرة قبيلة المساعيد كانت بعد صدام مع شريف مكّة . سمعت هذا من أعمامي ومن أجدادي ومنهم الشيخ مشهور ووالدي وجدّي فيّاض وغيرهم من الأمراء .
بل إنّه في إحدى لقاءات الأمير عبد الله بن الحسين والأمير عبد الله الضامن في الزيارات التي تبودلت بينهما ، قال الأمير عبد الله الضامن المسعودي للأمير عبد الله بن الحسين : لقد هاجرنا من ديارنا ولم نرجع بسببكم ! فقال الأمير عبد الله بن الحسين : هل رجعتم ومنعكم أحد ؟ فقال الأمير عبد الله الضامن المسعودي : لا ! فقال الأمير عبد الله بن الحسين : إذن ليس لكم حقّ !

4ــ وذكر القصّة الشيخ الدكتور فهد بن سالم المعطاني الهُذَلِيّ ، ولمّا استفسرته عن مصدرها قال لي : هكذا رواها كبّار السنّ .

وقد أوردت القصّة بتفاصيلها في كتابي قبيلة المساعيد ، ديارها القديمة ، نسبها ، هجرتها ، راشد بن حمدان الأحيوي ، دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع ، عمّان ، الأردن ، الطبعة الأولى 1427 هــ 2007 م ، ص 237 ــ 253

ويزيدنا أوبنهايم في حديثه عن قبيلة المساعيد في فلسطين أنّ قبيلة المساعيد قدمت من جنوبيّ الحجاز ، حيث قال : " حكاية ترحال المساعيد وهجرتهم موجودة عند شقير ، تاريخ سيناء ، ص 117 ، ريفو بيليك 1905 م ، ص 412 ، وما بعدها ( ب . ديسارد ) واستناداً إلى نفس المصدر عند موزل أيضاً : البتراء العربيّة ، الجزء الثّالث ، ص 72 " ( [1]  ) .
قلت : تفيدنا نصوص كلٍّ من ب . ديسارد ولويس موسل ونعوم شقير بما يلي :
1ــ إنّ القبيلة هاجرت من بلاد مكّة المكرّمة .
2ــ إنّ القبيلة كانت تؤدّي ضريبة إلى شريف مكّة .
3ــ إن خلافاً نشب بين القبيلة وبين شريف مكّة المكرّمة .
4ــ قرّرت القبيلة الرَّحيل فرحلت ليلاً نحو عين مزنّد في الشَّمال الشّرقيِّ من أراضي مكّة المكرّمة
5ــ عند اكتشاف الشَّريف لارتحال القبيلة قام بمطاردتها فلحق بها في وادي الغيل .
6ــ وقعت معركة بين الفريقين هاجرت القبيلة بعدها لتستقرّ في منطقة جنوب شرق العقبة .
7ــ هاجرت القبيلة فيما بعد نحو بلاد غزّة .

قلت : وبهذا فإنّ نصوص ومصادر المستشرق الألماني أوبنهايم التي نقل عنها تفيدنا بما يلي :
كانت قبيلة المساعيد تقطن بلاد مكّة المكرّمة ، وكانت تؤدّي ضريبة سنوية إلى شريف مكّة ، ممّا يعني أنَّ ديارهم كانت تخضع لنفوذ الشّريف وسيطرته ، وكانت هذه الدِّيار الواقعة في وادي اللَّيث ونواحيه تمتدّ شمالاً نحو مكّة المكرّمة ، وقد كانت القبيلة عند خلافها مع الشَّريف تقطن ديارها المتاخمة لمكّة ، يدلّ على ذلك أنّها حينما قرّرت الإرتحال ليلاً سارت نحو الشّمال الشَّرقي لمكّة إلى أنْ وصلت إلى وادي الغيل ، ولا تستطيع قبيلةٌ مرتحلةٌ أنْ تجتاز ليلاً مسافةً تزيد عن 50 كم ، ما يعني أنّ خروجها تمّ من المنطقة المتاخمة لمكّة جنوباً ، وبما أنّ خروجها تمّ من اليمن أيّْ جنوبيّ مكّة وأنّها قد وصلت خلال مسيرها ليلاً إلى وادي الغيل في شمال شرق مكّة ، فإنّ هذا يعني أنّ القبيلة ارتحلت من ديارها المتاخمة لمكّة من جهة الجنوب أي اليمن .

وادي الغيل

يُستفاد ممّا ذكره المستشرق الفرنسيّ ديسارد أنّ وادي الغيل يقع في شمال شرقيّ مكّة المكرّمة ، وللغيل ذكرٌ قديمٌ فقد ذكره الهمداني الغيل في شمال شرق مكّة ، في جهة الزيمة التي تقع في الشمال الشرقي من مكة المكرمة ، وتبعد عن مكة قرابة 40 كيلا ، قال الهمداني : " الزيمة موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي ، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة ، وكان يغل خمسة آلاف دينار مثقال ، وفيه حصن للمقاتلة مبني بالصخر ، ويحميه بنو سعد ، من ساكنه عروان ، وعدد جذوعه ألوف ، وفيه غيل مستخرج من وادي نخلة ، غزير يفضي إلى فوارة في وسط الحائط ، تحت حنية إلى مأجل كبير ، وفيه الموز والحنا وأنواع من البقول " ( [2]  ) . والغيل هو الماء الجاري الذي ينبت حوله الشجر الكثير ، وهو ما ينطبق على موضع الغيل ، قال لويس موسل : " وادي الغيل وكان فيه حَرْش ... " ( [3]  ) .
وهذا الحرش نبتت أشجاره لتوفّر المياه الغزيرة في المنطقة .

متى هاجرت قبيلة المساعيد ؟

ترجّح لديّ أنَّ قبيلة المساعيد هاجرت من ديارها في بلاد مكّة المكرّمة في القرن الرابع للهجرة من خلال ما تيسّر من معلومات وفيما يلي بيان ذلك :

1ــ هجرة قبيلة المساعيد تمّت بعد عام 340 هــ .

بما أنّ هجرة قبيلة المساعيد كانت بعد نزاع مع الشريف حاكم مكّة المكرّمة وأميرها ، فهذا يعني أنّ هذه الهجرة تمّت في عهد حكم الأشراف لمكّة المكرّمة ولن تكون قبل ذلك ، وقد بدأ حكم الأشراف لمكّة نحو عام 340 هــ وعلى قول نحو عام 356 هــ .
بيّنا فيما تقدّم في حديثنا عن هجرة المساعيد أنَّ هذه الهجرة تمّت في عهد أحد أشراف مكّة المكرّمة وهذا يعني أنّ هذه الهجرة لن تكون بأيِّ حالٍ من الأحوال قد حدثت قبل العقد الرابع من القرن الرابع للهجرة أو بعيد منصف القرن الرابع ، وهي الفترة التي يُرجّح أنّه كان فيها بدء حُكم الأشراف لمكّة المكرّمة حيث يُرجّح أنَّ بدء حكم الأشراف لمكّة المكرّمة كان عام 356 هــ وكان أوّل من حكمها منهم جعفر بن محمد بن الحسن الحسني ، قال إبن حزم ( ت 456 هــ ) : " جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي غلب على مكّة أيّام الإخشيدية وولده إلى اليوم ولاة مكّة منهم عيسى بن جعفر المذكور لا عقب له وأبو الفتوح الحسن بن جعفر المذكور وشكر بن أبي الفتوح وقد انقرض عقب جعفر المذكور إلا أنَّ أبا الفتوح لم يكن له ولدٌ إلا شكرٌ ومات شكرٌ ولم يولد له قطّ وصار أمر مكّة إلى عبدٍ كان له " ( [4]  ) .
قلت : بدأت الدولة الإخشيدية عام 323 هــ وانتهت باستيلاء القائد الفاطمي جوهر الصقلي على مصر حيث دخلها بتاريخ 17 / شعبان / 358 هــ ، وقد بدأت الدَّولة الإخشيديّة بالضعف والانهيار بموت كافور سنة 356 هــ وقيل سنة 357 هــ ، ويفيدنا نصّ ابن حزم أنّ جعفراً المذكور استولى على مكّة في العهد الإخشيدي ( 323 ــ 358 هــ ) .

قال الفاسي : " ولا تخرج ولاية جعفر من أنْ تكون في هذه السنة ــ يعني سنة 358 ــ أو في إحدى السنتين قبلها " ( [5]  ) ، وقد تلاه في ولاية مكّة المكرّمة ولده عيسى بن جعفر ، وفي زمانه حضر جيش العزيز بن المعزّ إلى مكّة لأتّهم لم يخطبوا للّعزيز بعد وفاة أبيه المعزّ ، وقد دامت ولاية عيسى بن جعفر إلى سنة 384 ه، ــ ثمّ وليها أخوه أبو الفتوح واستمرّت ولايته إلى أنْ مات سنة 430 هــ ، ثمّ وليها ولده شكر إلى أنْ مات سنة 453 هــ ، وفي سنة 455 دخل الصُّليحي مكّة المكرّمة وولي محمد بن أبي هاشم فاستمرَّ في الولاية إلى أنْ مات في سنة بضع ( سبع ) وثمّانين وأربعمائة ، ثمّ وليها ابنه القاسم بن محمد إلى أنْ مات سنة 518 هــ ، ثمّ وليها ابنه فليتة بن قاسم واستمرَّ إلى أنْ مات سنة 527 هــ ( [6]  ) .

قلت : يتّضح بهذا أنَّ بداية حكم الأشراف لمكّة المكرّمة وبلادها كانت قد بدأت حوالي عام نحو 356 هــ أو قبيل ذلك أو بعيده وبما أنّ هجرة المساعيد قد تمّت في عهد حكم أحد الأشراف لمكّة المكرّمة فإنّ هذا يعني أنّ هذه الهجرة لن تكون بحال من الأحوال قد حدثت قبل عام 356 هــ  .

بل ذهبت بعض الأخبار أنّ الشريف جعفر بن محمد الحسني استولى على مكّة بعد قتل حاكمها عام 340 هــ . قال ابن عنبة  ( ت 828 هــ ) : " الأمير أبى محمد جعفر أوّل من ملك مكّة من بنى موسى الجون ، وهو مبدأ تمكّن الاشراف من حكومتها . وكان ذلك بعد الأربعين والثلاثمائة " ( [7]  ) ، وقال ابن معصوم ( 1052 ــ 1119 هــ  1642 ــ 1707 م ) : " أوّل من ملك مكّة من الأشراف من بني حسن : أبو محمد جعفر بن محمد من بني موسى الجون ، وكان ذلك بعد الأربعين والثلاثمائة " ( [8]  ) ، وقال ضامن بن شدقم ( ت نحو 1090 هــ ) في ذكر أبي جعفر محمد الأكبر بن أبي الحسين موسى الأبرش ويُعرف بالحرّاني : " قال الميركي : هو أوّل من ملك مكّة من بني موسى الجون وذلك سنة 340 " ( [9]  ) .

وحينما استولى على مكّة قتل كثيرا من هُذَيْلٍ من أنصار حاكم مكّة . قال ابن عنبة : " الأمير أبى محمد جعفر أوّل من ملك مكّة من بنى موسى الجون ، وهو مبدأ تمكّن الاشراف من حكومتها ..... وقتل من الطلحيّة والهذيليّة والبكريّة خلقاً كثيراً ، واستوت له تلك النواحى " ( [10]  ) ، وقال ضامن بن شدقم في ذكر أبي جعفر محمد الأكبر بن أبي الحسين موسى الأبرش ويُعرف بالحرّاني : " قال الميركي : هو أوّل من ملك مكّة من بني موسى الجون وذلك سنة 340 ، وكان حاكمها اذ ذاك انكحول الشّركماني‌ من قبل العزيز باللّه الفاطمي ، فقبض محمّد عليه ، ثمّ قتله مع أصحابه الطّلحية والهُذَلِيّة والبكرية فاستولى على البلاد ، وخضعت له العباد ، وخطب على المنبر الشّريف ، ثمّ أرسل ولده عبد اللّه الفرد إلى صاحب مصر العزيز باللّه يعتذره في قتله لأنكحول فقبل عذره ، وبعث إليه بهدايا وتحف ، فأقامه على الإستمرار ، فلم يزل أميرا بمكة إلى أن توفّي بها ، فكانت مدّة امارته بها سبعاً وعشرة سنة " ( [11]  ) .
وقال محمد بن عبد الله الشهير بكبريت ( ت 1070 هــ ) في ذكر بعض ملوك مكّة : " جعفر بن محمد الحسيني المستولي عليها بالسيف ، فإنه دخلها وقتل من طوائف العرب الهذيلية والطلحية وغيرهم " ( [12]  ) .

قلت : الحاصل أنّ هجرة المساعيد لن تكون بحالٍ من الأحوال قبل سيطرة الأشراف على إمارة مكّة المكرّمة سواء أكانت هذه السيطرة نحو عام 356 هــ أو قبلها بحدود عام 340 هــ فالهجرة حتماً وقعت بعد ذلك .

1ــ هجرة قبيلة المساعيد تمّت قبل عام 395 هــ .

في موروث قبيلة الأحيوات وغيرهم من المساعيد أنّ المساعيد حينما نزلوا بلاد غزّة قادمين من شماليّ الحجاز الذي استقرّوا فيه بعد هجرتهم من بلاد مكّة المكرّمة من وادي الليث ونواحيه ، مكثوا في بلاد غزّة بعض الزمن ، ثمّ وقعت الحرب بينهم وبين حاكم غزّة الذي غدر بهم فقُتل الأمير سليمان بن معلّى المسعودي ، وهو سليمان المنطار فيمن قتل من كبار القبيلة ورجالاتها ، وأصيب أبوه الشيخ معلّى بن سليمان المسعوديّ ، وكان رجلاً كبير السنّ فيمن أصيب من قومه ، فتشتّت القوم وتفرّقوا طلباً للنجاة .
كان الشيخ معلّى بن سليمان المسعوديّ وأحفاده وزوجتا ولديه ضمن مجموعة من المساعيد سارت نحو بلاد العريش ، واستقرّت الجماعة غرب مدينة العريش في منطقةٍ أخرجوا الماء فيها قرب ساحل البحر ، فانبعثت الحياة هناك ، وقد عُرفت المنطقة بالمسعوديّات  ( المساعيد ) نسبةً إلى استقرار الشيخ معلّى وجماعته فيها ، وقد انضمّ إليهم بعض الناجين من أبناء القبيلة فأصبحت المنطقة موطناً لهم إلى حين .
وكانت الواقعة بين المساعيد وحاكم غزّة قد حدثت في جهة تلّ المنطار ونواحيه على بعد نحو 3 كم شرق غزّة ، وتبعد عن العريش الواقعة إلى الجنوب الغربيّ نحو 80 كم ، وتبعد المنطقة التي استقرّ فيها معلّى المسعودي ومن معه عن العريش مسيرة ساعة غرباً ، ومسيرة الساعة تعادل 6 كم .

قلت : في هذه المرحلة من تاريخ قبيلة المساعيد هناك حادثتان بارزتان هما :
1ــ مقتل الأمير سليمان المنطار .
2ــ استقرار الشيخ معلّى المسعودي ومن معه غرب العريش .

ومن حسن الحظِّ أنّنا وجدنا بعض النصوص التي تفيد في بيان العهد الذي تمّت فيه هذه الأحداث وفيما يلي بيان ذلك :

1ــ جاء في جردٍ لنسب قبائل العرب كتب أصله محمد بن عبد العظيم بن الحسن في شعبان سنة 692 هــ في ذكر بعض بني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه " فالمُعقّب من أولاد السّيّد محمد البطاحي بن السّيّد يوسف : عنان وعليل وعزاز فتهيّأوا للنُّزول على أرض الشّام وكان مُقدّم الأولياء السّيّد عنان " ، قال : " ونزلوا من أرض الشّام على أرض فلسطين الكبرى فزاروا بيت المقدس وزاروا الخليل إبراهيم عليه السَّلام فجمعت الأولياء جيشاً وعزموا على الرَّحيل على بلاد مصر المحروسة فدُفن السّيّد عنان وأخيه السّيّد عُليم ببيت أعلام بجبل المقدس ببني حسن ونزلت الأوليا بأرض مصر وتخلّف السّيّد علي بن السّيّد عُليل ببيت المقدس .... ودُفن الشَّيخ القدوة العارف بالله تعالى السّيّد علي بن السّيّد عُليل بشاطئ البحر المالح بساحل أرسوف بأرض فلسطين الكبرى " ، قال : " ودفن جدّه السّيّد محمد البطاحي بن يوسف القدوة بغزّة بجبل المِنْطار فاجتمعت الاوليا بها فكانت عِدّتهم ثلاثماية وستّة عشر وكان مُقدّمهم قطب الغوث السّيّد علي بن السّيّد عنان وأولاده " ، قال : " وكان مع الاوليا السّيّد عزاز بن السّيّد محمد البطاحي وأولاده معه " ، قال : " فنزلوا من غزّة .... وحطّوا على العريش وأقاموا بها يوما فشالوا ووردوا من ديار المساعيد وباتوا في زقاق أمِّ الحسن " ( [13]  )

وجاء في مشجّر السادة العنانية بقرية السماعنة في فاقوس في الشرقيّة في مصر المُحرّر عام 1028 هــ في ذكر الشيخ علي بن عليل : " جدّه محمد البطاحي ابن يوسف القدوة بغزة بجبل المنطار " ( [14]  ) ، وجاء في ذكر خبر القوم : " ... ووردوا من بيار المساعيد " ( [15]  ) ، وجاء في مشجّر خضر بن عنان العمري في بشلا في الدقهليّة المحرّر سنة 1278 هــ : " فشالوا ورووا من أبيار المساعد " ( [16]  ) .

قلت : في هذا النصّوص ثلاثة أمورٍ مهمّة جدّاً هي :

1ــ تخلّف السّيّد علي بن السّيّد عُليل بن محمد البطاحيّ ببيت المقدس .

2ــ وفاة الشيخ محمد البطاحي ودفنه في جبل المنطار .

3ــ أنَّ القوم واصلوا الرحيل إلى مصر فوصلوا العريش ، ثمّ رحلوا منها ووردوا آبار المساعيد في ديار المساعيد بعد العريش .

ويقول الرواة أنّ المنطار ما عُرف بهذا إلّا بعد مقتل الأمير سليمان بن معلّى المسعودي ودفنه في ذلك التلّ الذي نُسب إليه فعُرف بتلّ المنطار ، ويشهد لهذا أنّ قوم الشيخ محمد البطاحي حينما رحلوا من العريش وصلوا إلى ديار المساعيد غرب العريش ، ووردوا آبار المساعيد هناك . أي أنّ المساعيد كانوا يقطنون تلك الأنحاء بعد مقتل أميرهم الذي دُفن في التلّ الذي عُرف بالمنطار ، فعُرف الأمير بالأمير سليمان المنطار ، وكان ذلك قبل هجرة قوم الشيخ محمد البطاحي إلى فلسطين ، واستقرار بعض ولده في القدس ، ووفاته في غزّة ، ثمّ رحيل البقية إلى مصر . 

قلت : للشيخ علي بن عليل بن محمد البطاحيّ ذكر يفيدنا في إماطة اللثام عن عهد وجود المساعيد في بلاد غزّة وبلاد العريش ، وفيما يلي بيان هذه الأخبار :

1ــ الخبر الأوّل : وفاة علي بن عليل عام 474 هــ .

قال مجير الدين الحنبلي في ذكر علي بن عليل : " من الأولياء المشهورين بأرض فلسطين السيد الجليل الكبير ، وسلطان الاولياء ، وقدوة العارفين ، وسيد أهل الطريقة المحققين ، صاحب المقامات ، والمواهب والكرامات ، والخوارق الباهرات ، المجاهد في سبيل الله ، الملازم لطاعة الله ، أبو الحسن علي بن عليل ، وهو المشهور عند الناس بابن عليم ــ بالميم ــ ، وأما نسبه الصحيح الثابت عليل ــ باللام ــ ، صاحب الكرامات المشهورة ، والمناقب الظاهرة ، وشهرته تغني عن الاطناب في ذكره ، والاستقصاء في ترجمته ، فإن صيته كضوء النهار لا يخفى على أحد ، ونسبه متصل بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ، وقال : " وكانت وفاته في يوم السبت لاثني عشرة خلت من ربيع الأول ، سنة أربع وسبعين وأربعمائة ، ولما نزل الملك الظاهر بيبرس يوم فتح يافا وأرسوف زاره ، ونذر النذور والأوقاف ، ودعا عند قبره ، فيسر الله له فتح البلاد ، وفي كل سنة له موسم في زمن الصيف ، يقصده الناس من البلاد البعيدة والقريبة ، ويجتمع هناك خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى ، وينفقون الأموال الجزيلة ، ويقرأ عنده المولد الشريف  " ( [17]  ) ، وقال النبهاني : " وكانت وفاته سنة 474 " ( [18]  ) ، وقال ابن عبد الهادي العمري : " وفاة العارف بالله الشيخ علي بن عليل باللام في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين وأربعماية " ( [19]  ) .

قلت : ابن عبد الهادي هو  حسين بن عبد اللطيف بن محمد العمري القادري الخلوتي الدمشقي ( 1162 هـ ــ 1216 هــ ) ، له تأليف في تراجم أسلافه، سماّه ( المواهب الإحسانية في ترجمة الفاروق وذريته بني عبد الهادي وأصولهم العربية ) لا زال مخطوطاً .

وجاء في شاهد قبر الشيخ علي بن عليل أنّه توفّي عام 474 هــ ( [20]  ) .

2ــ الخبر الثاني : خبر عن الشيخ علي بن عليل عام 395 هــ .

قال أبو طاهر السلفيّ ( 450 ــ 576 هــ ) : " سمعت  أَبَا الْقَاسِمِ خَلَفَ بْنَ أَصْبَغَ الْفِلَسْطِينِيَّ  ، بِمِصْرَ ، يَقُولُ : سمعت أَبَا إِسْحَاقَ الْحَذَّاءَ ، يَقُولُ : سمعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُلَيْلٍ الْأُرْسُوفِيَّ ، يَقُولُ : لَمَّا أُمِرَ بِكَتْبِ سَبِّ السَّلَفِ عَلَى الْمَسَاجِدِ فِي أَيَّامِ الْحَاكِمِ بِتُّ وَأَنَا مَهْمُومٌ ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ فَارِسًا قَدْ خَرَجَ مِنْ مَشْهَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِي هُوَ مَدْفُونٌ بِهِ وَتَوَجَّهَ إِلَيَّ فَلَمَّا قَرُبَ مِنِّي ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، قَدْ ضَاقَ صَدْرُكَ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يُزَالُ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَلَمْ يَمْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ حَتَّى وَصَلَ الْأَمْرُ بِمَحْوِ مَا كَانُوا قَدْ كَتَبُوهُ وَإِزَالَتِهِ .
خَلَفٌ هَذَا كَانَ رَجُلًا خَيِّرًا مَائِلًا إِلَى أَهْلِ الْخَيْرِ ، وَكَانَ مُمَوِّلًا وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ وَيَتَصَدَّقُ ، وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ ، وَقَدْ سَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ وَغَيْرِهِ ، وَيَتَوَدَّدُ إِلَيَّ كَثِيرًا ، وَيَتَرَدَّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ " ( [21]  )

قلت : كانت هذه الفعلة الشنيعة وهي الأمر بسبِّ الصحابة الكرام عام 395 هــ في زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي . قال المقريزي في ذكر حوادث سنة 395 هــ في ذكر أعمال الحاكم ( 375 ــ 411 هــ ) : " كتب في صفر على سائر المساجد ، وعلى الجامع العتيق من ظاهره وباطنه في جميع جوانبه ، وعلى أبواب الحوانيت والحجر والمقابر والصحراء بسبَّ السلف ولعنهم ، ونقش ذلك ولون بالأصباغ والذهب ؛ وعمل كذلك على أبواب القياسر وأبواب الدور ، وأكره على عمل ذلك . وأقبل الناس من النواحي والضياع فدخلوا في الدعوة ، وجعل لهم يوم وللنساء يوم ؛ فكثر الازدحام ومات في الزحمة عدة .
ولمّا دخل الحاج نالهم من العامة سبٌّ وبطشٌ ؛ فإنّهم طلبوا منهم سبَّ السلف ولعنهم ، فامتنعوا : ( [22]  ) ، وقال : " وفي تاسع ربيع الآخر أمر الحاكم بمحو ما هو مكتوب على المساجد والأبواب وغيرها من سبِّ السلف ، فمحي بأسره ، وطاف متولي الشرطة حتى أزال سائر ما كان منه " ( [23]  )

قلت : الشيخ علي بن عليل من رجال القرنين الرابع والخامس الهجريّين ، فقد ورد له خبرٌ عام 395 هــ ، ولا ريب أنّه كان رجلاً بالغاً كيّ يُروى عنه ويُنقل منه ، فإذا علمنا أنَّ الشيخ عليّ بن عليل توفّي عام 474 هــ ، وأنّه رُوي عنه عام 395 هــ ، وقد وصف بالأرسوفي نسبةً إلى أرسوف التي دُفن فيها عند موته ، ولا ريب أنّه كان في سنٍّ تؤهّله للرواية والأخذ عنه ، وكان في بدء أمره استقرّ في القدس ، ثمّ في أرسوف ، في حين واصل قومه الرحيل إلى مصر ومنهم جدّه الشيخ محمد البطاحيّ الذي توفّي في غزّة فتمّ دفنه في جبل المنطار ، فإنَّ هذا يعني تقدّم قصّة المساعيد وأنّها كان قبل هجرة هؤلاء القوم إلى الديار المصرية ، فجدّه محمد بن يوسف البطاحي توفّي في غزّة أثناء رحيل قومه إلى الديار المصرية ، ثمّ دفن في جبل المنطار ، وقومه وردوا آبار المساعيد بعد رحيلهم من العريش للمسير إلى مصر .  

قلت : استقرّ علي بن عليل في القدس ، في حين واصل جدّه الشيخ محمد بن يوسف البطاحيّ رحلته مع قومه إلى مصر غير أنّه توفّي في غزّة فدُفن في جبل المنطار . أي أنّ البطاحيّ لم يطل به الوقت بعد استقرار حفيده في القدس بل توفّي خلال المسير إلى مصر ، وزمن الرحلة من القدس إلى غزّة فمصر قصيرٌ جدّا .
والخلاصة أنَّ الهجرة العمرية تمّت في القرن الرابع للهجرة ، وقد نزل بعض العمريين ومنهم الشيخ علي بن عليل في بيت المقدس ، وواصل البقيّة هجرتهم إلى الديار المصرية ، وحينما وصلوا إلى غزّة توفّي الشيخ محمد بن يوسف البطاحي جدّ الشيخ علي بن عليل بن محمد بن يوسف البطاحي فدفن في تلّ المنطار ، ثمّ واصل القوم هجرتهم فنزلوا العريش ، ثمّ ارتحلوا منها ، ونزلوا ديار قبيلة المساعيد ووردا آبار المساعيد ، ثمّ واصلوا رحلتهم نحو مصر . وقد توفّي الشيخ علي بن عليل عام 474 هــ ، ومن أخباره أنّ كان معاصراً لأمر الحاكم العبيدي بسبّ الصحابة ، وكان هذا عام 395 هــ ، وليس بين أيدينا نصّ عن عمره حينذاك لكنّه بلا ريب كان شابّاً مدركاً واعياً لما يقع من أحداث ، فلو قدّرنا أنّه كان في العشرين من عمره ، فإنّ هذا يعني أنّه ولد نحو عام 375 هــ ممّا يعني أنّه عاش نحواً من قرن .
وكلّ ما يتعلّق بهجرة العمريّين هؤلاء كان بعد نزول قبيلة المساعيد في بلاد غزّة ، ثمّ وقوع المعركة مع حاكم غزّة ومقتل الأمير سليمان بن معلّى المسعودي الذي عُرف بالمنطار ، ثمّ تفرّق المساعيد ، ونزول قسم منهم غرب مدينة العريش واستقرارهم هناك واستخراجهم لبعض المياه التي عرفت بهم ، حيث مرّ بهم المهاجرون من بني عمر بن الخطّاب هناك ووردوا آبار المساعيد .
وهذا يعني أنَّ هجرة المساعيد ونزولهم الديار الغزيّة ، ثمّ تفرّقهم بعد الواقعة التي قتل فيها الأمير سليمان المنطار ، وهو سليمان بن معلّى بن سليمان المسعودي ، ونزول الشيخ معلّى ومن معه من المساعيد في منطقةٍ تقع غرب العريش عرفت بالمساعيد نسبةً إليهم ، ثمّ عودتهم نحو بلاد مدين في شماليّ الحجاز ، حيث تخلّف قسمٌ منهم في وادٍ عُرف بوادي معلّى بجوار الكنتلّة في شرقيّ وسط سيناء حيث فرغ زادهم فاقتاتوا ببعض النباتات لا سيّما نبتة الحِوِّي ( الحوّاء ) فعُرفوا فيما بعد بالأحيوات .
كلّ هذا وقع قبل الهجرة العمرية يعني خلال القرن الرابع للهجرة ولعلّه حوالي منتصف القرن الرابع يعني قبيل أو بعيد عام 350 هــ .
وكان الشيخ معلّى رحمه الله تعالى قد أنجب الأمير سليمان المعروف بسليمان المنطار وهو جدّ الأمارة من مساعيد فلسطين ، وأعقابه في فارعة المسعودي وكفر الديك ودير بلّوط ونابلس وعمّان وسيناء وغيرها ، وأنجب علي الذي أنجب سعد المعروف بسعد صادق الوعد وسعد جيّد الوعد ، وهو جدّ أكبر أقسام قبيلة الأحيوات ، واسم الأحيوات كان لسعد وأبناء عمومته الذين تخلّفوا في نواحي وادي الجرافي قرب الكنتلّة ، ومنهم أجداد الصفايحة وغيرهم من فروع المساعيد الأخرى .

قلت : الحاصل من الأخبار الخاصّة بعليّ بن علي بن محمد بن يوسف البطاحي أنّه استقرّ في بيت المقدس ولا نعرف كم كان عمره حينذاك ، فيما واصل قومه رحلتهم إلى مصر فلمّا وصلوا إلى غزّة توفّي الشيخ محمد بن يوسف البطاحي فدفن في جبل المنطار أي أنّ الجبل كان قد عُرف بالمنطار وهو اللقب الذي غلب على الأمير سليمان المسعودي ، ثمّ واصل القوم رحلتهم ولمّا تجاوزوا مدينة العريش مرّوا بديار قبيلة المساعيد ووردوا آبار المساعيد ، وكلّ هذا يعني أنّ هجرة المساعيد إلى بلاد غزّة وما وقع لهم فيها من أحداث لا سيّما مقتل أميرهم الأمير سليمان ودفنه في الموضع الذي عُرف بالمنطار فغلب على الأمير لقب المنطار فأصبح يُعرف بسليمان المنطار ، ثمّ استقرار قسمٍ من المساعيد وفيهم الشيخ معلّى بن سليمان المسعودي في المنطقة التي عرفت بالمساعيد والمسعوديّات غرب مدينة العريش . كلّ هذا تمّ قبل هجرة البطاحي وقومه ونزوله في فلسطين ومسيرهم إلى غزّة فالديار المصريّة ، وبما أنّ أقدم خبر عثرنا عليه عن مسيرة هؤلاء القوم هو خبر للشيخ علي بن عليل العمري عام 395 هــ فإنَّ هذا يعني حتماً أنّ هجرة قبيلة المساعيد ووقائعها في بلاد غزّة تمّت بلا ريب قبل ذلك التاريخ .

وممّا سبق بيانه نستطيع القول أنّ هجرة قبيلة المساعيد من ديارها الأصليّة في بلاد مكّة المكرّمة إلى شماليّ الحجاز فالديار الغزيّة وما جرى لهم من أحداث تمّ في الفترة بين عام 356 هــ وعام 395 هــ  أي أنّها تمّت حوالي منتصف القرن الرابع للهجرة أو بعيده بقليل والله تعالى أعلم .


 [1]البدو ، ج 2 ، ص 69
 [2]صفة جزيرة العرب ، ص 388 ــ 389
[3]  Arabia Petraea , band 3, p 71
[4] جمهرة أنساب العرب ، ص 47
[5] شفاء الغرام ، ج 2 ، ص 306
[6] المصدر السَّابق ، ج 2 ، ص 306 و307 و 309 و310 و311 و312 و 313
[7] عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب ، ص 133
[8] رحلة ابن معصوم المدني ، أو سلوة الغريب وأسوة الأريب ، تحقيق شاكر هادي شكر ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى 2006 م 1426 هــ ، ص 47
[9] تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ، المجلّد الأوّل ، ص 410
[10] عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب ، ص 133
[11] تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ، المجلّد الأوّل ، ص 410
[12] رحلة الشتاء والصيف ، ص 133 
[13] جرد نسب قبائل العرب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، ورقة 14 و 15 و16
[14] إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزّاز ، ص 86
[15] إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزّاز ، ص 85
[16] المصدر السّابق ، ص 160
[17] الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ، ج 1 ، ص 72 ــ 73
[18] جامع كرامات الأولياء ، ج 2 ، ص 316
[19] إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزّاز ، ص 103
[20] وثائق مقدسية ، المجلّد الثالث ، ص 192 ، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزّاز ، ص 157
[21] معجم السفر ، ص 78 ــ 79 
[22] اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميّين الخلفا ، ج 1 ، ص 357
[23] المصدر السّابق ، ج 1 ، ص 367